06 - 06 - 2025

ضوء | مناسبات (2)

ضوء | مناسبات (2)

نستعرض كيفية احتفالاتنا وسلوكياتنا في مناسباتنا نحن العرب والمسلمين، تعالوا وأنظروا إلى كيفية الاحتفال بأعيادنا، الفطر والأضحى، زيارات رتيبة وخسائر لا حد لها، إلى درجة أن بعض أولياء الأمور يستلفون لتغطية تكاليف هذه الأعياد من ملابس وطعام وعيادي، أغلب الكبار، آباء وأمهات، تثقل كاهلهم هذه المناسبات من جراء المسؤوليات والاستعدادات والتكاليف الباهظة المترتبة عليها، وأغلب الصغار لا يشغلهم من هذه المناسبات إلا الملابس الجديدة وكمية النقود (العيادي) المتحصلة منها وأنواع الحلويات التي يذوقونها فيها، أما الشباب فلا يعنيهم منها إلا العطلة والتخلص من أعباء المدرسة أو العمل، لقضاء يوم راحة مع النوم أو مع الأصدقاء.

من يعرف المعنى الحقيقي لعيد الفطر أو عيد الأضحى من شبابنا وأجيالنا الجديدة؟

لا يعرفون من عيد الفطر إلا أنه يتبع شهر الصوم، ولا يعرفون عن عيد الأضحى إلا قصة النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، ومناسبة المولد النبوي الشريف، مولد أشرف المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتحول من يوم للفرح والغبطة إلى يوم مقتصر على التراتيل والتواشيح والطقوس الدينية والمقتصرة على فئة قليلة من الناس، والتي لا يمكن أن يمارسها أو يعرفها أطفالنا وشبابنا، تمر هذه المناسبة دون أن يعرف بها أحد، السنة الهجرية والتي تمثل نقلة نوعية في تاريخ الدين الإسلامي، كيف تمر وكيف نحتفل بها؟ برتابة تمر ولا أحد أيضًا يعلم بها، ثم تعالوا وأنظروا إلى البرامج المعروضة على قنواتنا العربية ومحطاتنا الإذاعية والتلفزيونية، هل مرة في حياتنا رأينا برنامجًا عربيًا خاصًا لهذه المناسبات؟ هل مرة شاهدنا مسلسلات أو أفلامًا قصيرة أو دراما للأطفال أو مسابقات أو مسرحيات تتناول هذه المناسبات من منطلق إنساني وإجتماعي وثقافي؟ تتناول الجانب الجوهري الروحي الديني فيها لا الجانب الشكلي الظاهري، هل مرة شاهدنا أو تابعنا برامج تتحدث عما يصادف الأسرة من قضايا وأحداث اجتماعية ومادية ونفسية خاصة بهذه المناسبات؟ كل ما نراه هي برامج مملة مكررة، إما مسلسلات دينية عرفناها وشاهدناها أكثر من مائة مرة وحفظنا فيها قصص الأنبياء وأحداثها، بل إن بعض القنوات الفضائية العربية لا تمر السنة الهجرية، إلا ولابد أن تعرض الفيلم الوحيد القديم عن ظهور الإسلام، لنرى في كل عام بلال مؤذن الرسول كيف يتعرض للتعذيب وهو يردد «أحد أحد»، وإما برامج يجلس فيها خطباء ورجال دين وينهالون علينا بالمواعظ والإرشادات والأدعية التي نعرفها ونحفظها عن ظهر قلب، والتي لا تحرك ولا تؤثر على شبابنا وأطفالنا.

إننا بحاجة ماسة إلى الاحتفال بمناسباتنا الدينية بطريقة جديدة، لإدخال وفهم المعنى الحقيقي الجوهري لهذه المناسبات، لترسيخها في أحاسيس ومشاعر وقلوب وعقول وضمائر كل صغير ويانع وكبير، لنبتهج فيها، ونتفاءل بها، ونتفاعل معها ونفتخر ونزهو، لكوننا أمة عربية إسلامية، ولنغرس في أجيالنا القادمة القيم الأخلاقية النبيلة .
----------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الجواسيس الرحّالة